هل نعاني ازمة مالية ام ازمة ابداع؟ “تحديث”
سبق وان فتحنا الباب امام الجميع للمشاركة في صُنع مقال لجميع قراءنا الاعزاء من خلال تعليقاتكم للإعادة توضيبها واخراجها بشكل يليق بكم. وقبل البدء في هذا العنوان المثير للجدل نستسمحكم بأن نعرف الابداع علماً انه سبق وعُرف الابداع على انحاء مختلفة وينفرد هذا المقال بتعريف من كلمتين على انه “التواصل المنظم” ويتصف هذا التواصل بالمرونة والطلاقة والاصالة والقدرة على التكميل واخيراً الحساسية بالمشكلة.
وتعرف المرونة على انها القدرة على تقبل الرأي الاخر, والطلاقة ان تخرج عن المألوف في وحدة من الزمن بمجموعة من الافكار, اما الاصالة في مجموعة الافكار المختلفة تماماً, والقدرة على التكميل يبدأ من القدرة على اكمال الشيء الناقص, والحساسية بالمشكلة هي التنبؤ بحدوث مشكلة قبل حدوثها.
في 12/5/2012 نشر موقع الجزيرة نت مقالاً لكبير الاقتصاديين الأسبق لدى صندوق النقد الدولي وأستاذ الاقتصاد والسياسة العامة بجامعة هارفارد “كينيث روغوف”, شخص الكاتب ان بعض الكتاب شخصوا الازمة المالية الى انها ازمة ركود والبعض الاخر الى طفرة في القروض, واقتبس هنا منه ان (غاري كسباروف) فسر الامر على أن “انهيار النمو في الدول المتقدمة لم يكن نتيجة للأزمة المالية فحسب، بل إن الضعف الذي تعاني منه هذه البلدان يعكس في جذره ركودا ممتدا زمنيا في التقنية والإبداع.”
وأضاف الكاتب ان السبب الرئيسي وراء الركود الأخير هو بكل تأكيد طفرة الائتمان (القروض) العالمية وما أعقبها من انهيار وان الجهود المبذولة لمعالجة الركود عبر السياسة النقدية والحوافز المالية الكبيرة، تعالج المرض الخطأ وبالتالي قد تكون ضارة للغاية.
فيما سبق لاحظنا ان الكتاب اجتمعوا على اهمية الابداع للنمو الاقتصادي وان الركود الابداعي عائقاً في وجه النمو الاقتصادي. واذا رجعنا الى خصائص الابداع في الفقرة الثانية من هذا المقال نجد الاصالة قد عُرفت على انها الافكار المختلفة تماماً, وبذلك لماذا لا يكون الابداع هو سبب تباطؤ النمو العالمي؟
لو اخذنا التطبيق المحمل على جميع اجهزتكم الخلوية “الفيس بوك” كمثال, كم وظيفة حقيقية كانت تساهم في نمو دول مع قطاعات خالقة للنمو على مستوى دول شتى دخلت في مرحلة الموت على حساب ثروات يستفيد منها بضعة افراد كمؤسس الفيس بوك؟
اليوم ضاق الخناق بقطاع رافد للدول “قطاع الصحافة الورقية”, ان استحداث تطبيق لم يكلف بضع دولارات حل بقطاع حيوي يبدأ بقاطع الاشجار في السويد, الى مصنع معالجة الورق في الهند, الى مصنع الماكنة الطباعية في المانيا, الى صانع الحبر في اليابان, الى ناقلات الورق في بنما, الى ارامكو السعودية وعقود الطاقة, الى عمال التحميل في ميناء العقبة, الى موظفي صحيفة الرأي الاردنية, الى موزعي الصحيفة… وقد تطول السلسلة اكثر.
وجهة نظري ان الابداع قد يكون عائقاً للنمو العالمي ومفيداً للنمو على مستوى الدول المحتكرة والرائدة للأبداع, لكن الازمة تشمل الجميع لان العولمة والترابط بين الدول لدية القدرة على ان ينشر الوباء بطريقة لا يسلم منها احد.
رئيس قسم العلوم المالية والمصرفية, الجامعة الهاشمية
مبدع كالعادة دكتور
اتفق معك بان الإبداع والتكنولوجيا قد أدت بشركات بل وقطاعات الى الهاوية، ولكن على صعيد اقتصادي شامل الإبداع قد أوجد قطاعات جديدة و ساهم في إيجاد فرص عمل لم تكن لها شاغر سابقا، ( الطاقة لا تفنى ولا تستحدث ولكن تتحول من شكل الى اخر). فيجب على الشركات المتأثرة ان تتكيف مع المنهج الجديد دائما. لتستمر